ابو اسامه السلفى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا ومرحبا بكم في منتدى ابواسامه السلفي
يسعدنا ويشرفنا تواجدكم وتسجيلكم معا
ونسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
ابو اسامه السلفى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا ومرحبا بكم في منتدى ابواسامه السلفي
يسعدنا ويشرفنا تواجدكم وتسجيلكم معا
ونسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
ابو اسامه السلفى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابو اسامه السلفى



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل عام وانتم بخير........ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

 

 غذاء الروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالملك




غذاء الروح 8vuutv
غذاء الروح 3210
عدد المساهمات : 411
نقاط : 26728
تاريخ التسجيل : 25/03/2010

غذاء الروح Empty
مُساهمةموضوع: غذاء الروح   غذاء الروح Icon_minitimeالإثنين 29 مارس 2010, 6:47 am

غذاء الروح - 3







من تغطى بالدنيـا..
فهو "عريان"














السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران- آية:102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء- آية:1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} الأحزاب-آية: (70،71).

أما بعد،

فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى، وخير الهدي.. هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه سلم، ألا وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار. ثم أما بعد،

فإخوتي في الله ،،،

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله.. (أسأل الله جل جلاله أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله،
اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا).

أحبتي في الله ،،،

كيف حالكم مع الله؟.. أريد أن أطمئن على أحوال قلبك..
هل تفقدت هذا المعنى الجديد - معنى الغنى والفقر- في زمن يَعُد الناس الفقر فيه هو قلة المال؟
هل حاولت أن تستشعر معنى الغنى العالي - الغنى بالله ليكون غذاء لقلبك - غذاءِ لروحك؟
هل عشت هذا المعنى.. أنك كلما ازددت فقرًا إلى الله.. ازددت غنى؟

ومعنى (أن تزداد فقرًا)... هذا ما وقفنا عليه في اللقاء الماضي.. فقرًا إلى الله يعني حاجة إلى الله.



أيها الإخوة ،،،

هي هذه القضية التي توقفنا عندها.. لنتأملها.. لنحاول أن نكونها.. أن نعتلي هذا المقام.. ونرتفع إليه.. ونسمو إليه، مقام الغنى بالله.. لا الغنى بالأعراض.

ليس غنيًا بالمال.. فقد يكون الغني بالله يمتلك مال كثيرًا ولكن ليس غنيًا به، قيل للإمام أحمد: الرجل يكون عنده ألف دينار ويكون زاهدًا؟! قال: نعم، قيل: كيف؟ قال: إذا لم يفرح إذا زادت، ولم يحزن إذا نقصت.

وقد سمعت أحد المشايخ أو الدعاة ينكر هذا ويقول: "لا.. لا، كلنا نفرح عندما المال يَكثُر، ونحزن عندما المال يقل فنحن بشر"، ولكن هذا الكلام غير صحيح.

يا أخوة ،،،

اسمعوني لله وبتجرد.. بالتجرد أقول: لأننا بَشَر من طبيعتنا أن نفرح بالمال.. فنحن نحب المال بطبيعتنا، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (Cool} العاديات.

فمن ناحية حب الأموال.. الإنسان هكذا بطبعه، خُلق يُحب المال، قال سبحانه وتعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} الفجر-آية:20، لكننا أُمِرنا أن نُرَشِد هذا الطبع، هي هذه التزكية (تزكية النفس).. أن أجعل النفس غير متعلقة بالمال، أن يكون عندي أموال كثيرة جدًا، لكن لا أفرح بها، إذا زادت ولا أحزن إذا نقصت أو ذهبت.

نحن في نهاية الحلقة الماضية سُقنا قول جميل جدًا جدًا جدًا لابن القيم، قال بعض السلف: "إذا اجتمع إبليس وجنوده لم يفرحوا بشيء كفرحهم بثلاثة أشياء:
1- مؤمن قتل مؤمنًا. (إبليس وجنوده يفرحوا جدًا عندما مسلم يقتل مسلم)
2- رجل يموت على الكفر. (فهذا هدفهم وغايتهم، وحينما يموت رجل على الكفر يكونوا قد وصلوا لغايتهم).
3- وقلب فيه خوف الفقر. (يفرحون بقلب يخشى الفقر.. قلب فيه خوف من الفقر)

فإذا كان القلب يخاف من الفقر.. يخاف من قلة المال، سيوسوس له الشيطان ويدفعه للسرقة وأخذ الرشوة ويدفعه للشرك والنفاق، وأن يُذل لغير الله، وأن يضيع دينه.. فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.

علامة تعلق القلب بالمال

علامة تعلق القلب بالمال، أن يُؤثر الموت على الفقر، فتجد من يقول: "أموت ولا أفتقر"، فهذا قلبه متعلق بالمال.. قلبه يعبد المال، فتجده يقول: "لا أتصور نفسي أن لا أملك سيارة أقل من هذه.."، أو يقول: "لا أتصور أن أسكن في حي غير هذا"، أو يقول: "لا أتصور أن آكل غير هذا الأكل".. إلخ، فالذي يقول هذا يكون يعبد المال.



لذلك أيها الإخوة،،،

الحل الوحيد.. أن تكون غنيًا بالله، وأن تُروض نفسك على ذلك، لا تقل: "لا أستطيع فهذه طبيعة البشر"، فيجب على البشر أن يتخلصوا من هذه العبودية للمال إن أرادوا أن يكونوا عبادًا لله مخلصين. فهذا واجب، فالإنسان مبتلى بهذا الحب للمال، قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ} الإنسان- آية:2،
{نطفة أمشاج}: يعني أخلاط، فهذه هي أخلاط النفس البشرية.
{نبتليه}: مُبتلى بها ليتزكى.

قال تعالى:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)} الشمس. فيجب أن تُزكي نفسك وتتخلص من هذه الأخلاق الرديئة والصفات الطبعية السيئة، وتعيش معنى التزكية.. أنك لا تحب المال، ولا يتعلق قلبك بالمال، ولا تخشى الفقر..!

وإن سألت:
كيف لا نتعلق بالمال.. ولا نخشى الفقر؟

وذلك بأن تزداد ذلاً لله.. وفاقة إليه.. وفقرًا إليه.. وحاجة إليه، فكلما ازددت فقرًا إلى الله.. ازددت غنى به سبحانه وتعالى، كلما ازددت ذلاً.. ازددت عزًا به.. سبحان الله، هي هذه!

قالوا:
- "من عرف نفسه.. عرف ربه".
- "من عرف نفسه بالفقر التام.. عرف ربه بالغنى المطلق".
فيجب أن تشعر أنك محتاج.

وقد كان الصحابة يقولون: "كان أحدنا لا يستحي أن يسأل ربه في شسع نعله"، تخيل أن أحدهم يسأل ربه سبحانه وتعالى في نعله إذا تمزق..! فإذا تمزق نعله توجه لله وقال :"يا رب..."، وهذا هو تعلق القلب بالله.

وإن سألت:
كيف يشعر الغني الذي يملك مال كثير جدًا - لا يعرف أين ينفقه من كثرته- بالفقر لله عز وجل؟

وأجيبك: إذا مرض الإنسان.. هل تُشفيه أمواله؟
وأظن أننا جميعًا رأينا أمثلة لأصحاب ملايين مرضى لم تنفعهم أموالهم، وقد رأيت بنفسي نماذج كثيرة جدًا من هذا.. مثلاً صاحب ملايين وعنده ألم في جنبه، والأطباء لا يعرفون كيف يعالجوه، وعمل صور أشعة وتحاليل وسافر إلى ألمانيا وفرنسا وانجلترا وأمريكا وأنحاء الدنيا كلها، ومازال الألم ينغص عليه حياته، فماذا نفعته أمواله؟

رأيت بنفسي - والله- مريض عنده إسهال في مستشفى قريبة منا، ومات بالإسهال ولم يشفى منه. ورأيت مريض عنده صداع، صداع يأتيه فجأة ويقول - هكذا والله- بلفظه: "عندما أشعر بالصداع هذا.. تكون الدنيا بعيني أضيق من خرم الإبرة..!"، لا يطيق الألم، ويتناول العديد من المسكنات وحبوب المنوم ولا فائدة منها، ولا يزول الصداع حتى يعافيه ربنا، فينقطع الصداع ساعات ثم يعود له مرة ثانية.

إذن.. الإنسان لا يُشفى بالمال، ولا بالأطباء، ولا العقاقير، ولا الأدوية، إنما الشافي هو الله. الغلام قال له هذا: "أنا لا أشفي أحدًا، إنما الشافي هو الله"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله هو الطبيب".. الله هو الطبيب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت الشافي لا شافي إلا أنت، ولا شفاء إلا شفاؤك، اشف شفاء لا يغادر سقمًا"، فالله هو الشافي.

فإحساسك بالفقر.. هو أن تقول: "يا رب اشفيني"، قبل أن تذهب للطبيب، وقبل أن تعمل أشعة، وقبل أن تأخذ الدواء وقبل أن تعمل العملية، وقبل كل شيء أظهر فقرك، هذه هي.. هذه هي.. احفظها مني، أظهر فقرك إلى الله.

أظهر فقرك إلى الله..!

قبل أن تأكل دائمًا أقول هكذا واعلمها لأولادي: "الحمد لله أنه تركنا نأكل"، فليس "الحمد لله" على الأكل فقط، أو "الحمد لله" أن أعطانا أكل، ولكن "الحمد لله" أن تركنا نأكل.. أنه مكننا أن نأكل، فـــ "الحمد لله".. وهذا إظهار الفقر في إمكانك الأكل.

إظهار الفقر إلى الله.. في وقوفك على رجليك.
إظهار الفقر إلى الله.. في راحة البال، فالحقيقة لن يريح بالك إلا ربنا {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} محمد-آية:2، صلاح البال.. من يقدر عليه إلا الله؟! ومن يستطيع أن يعيش بغيره؟!!.

هذا هو - يا أخوة- إظهار الفقر.. أنك تظهر فقرك، يظهر عليك أنك محتاج له.. محتاج لربنا.. وهذا مهم جدًا.

إظهار الافتقار للعزيز الغفار:
فالله يغفر لمن يُظهر فقره إلى مغفرة الله وأنه لا يغفر إلا الله.. سبحان الله العظيم..! ، أذنب رجل ذنبًا فقال: "ربي إني أذنبت ذنبًا فاغفر لي"، فقال الله: "علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي".. هذه هي.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ} آل عمران- آية:125... قل: "لا إله إلا الله".

فعليك إظهار هذا الفقر.. يا رب لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي، قل مثلاً: "أذهب لمن؟!!!.. أنت فقط الذي تغفر.. لا يوجد غيرك.. فاغفر لي.. يا رب أنت من يشفي فقط.. سبحانك.. فاشفيني.. يا رب لا أحد غيرك يستطيع أن يُريح بالي.. أرح بالي"، فيجب عليك إظهار الافتقار للعزيز الغفار.



علامة الغنى بالله

تعالوا لنتعرف على علامة الغنى .. كيف يكون حال الغني بالله؟، يقول ابن القيم عليه رحمة الله: "وأما الغنى العالي فقد قال شيخ الإسلام - أبو إسماعيل الهروي- هو على ثلاث درجات:

 الدرجة الأولى: غنى القلب
وهو سلامته من السبب، ومسالمته للحكم، وخلاصه من الخصومة.

 الدرجة الثانية: غنى النفس
وهو استقامتها على المرغوب، وسلامتها من الحظوظ، وبراءتها من المراءاة.

 الدرجة الثالثة: الغنى بالحق
وهو شهود ذكره إياك، ودوام مطالعة أوَليته، والفوز بوجوده.

هذه ثلاث درجات فوق بعض.. وهي درجات عالية جدًا جدًا، لإدراك أي من الدرجات الثلاثة نحتاج أن نطير لهم، نحتاج إلى التجرد حتى تستطيع أن تصل.

يقول ابن القيم: قُلت ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" حديث متفق عليه، "ليس الغنى عن كثرة العرض" أي كثرة الأملاك.

فالإنسان الذي يرى نفسه مالكًا.. فإنه يطغى {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6)أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى(7)} العلق، فمن رأى نفسه مالكًا.. يطغى، فالمطلوب منك ألا ترى نفسك مالكًا بأي وجه من الوجوه.

يقول ابن القيم في نفس الكتاب ولكن في فقرة متقدمة: "أنت مملوك مُمتحن في صورة مالك مُتصرف":
- فقد يكون لديك سيارة و منزل و أموال.. فتظن أنك مالك، ولكن الحقيقة أنك لست مالكًا.. أنت مملوك.. فأنت ومَالَك مِلك لله سبحانه وتعالى.
- "مُمتحن".. انتبه لهذه جيدًا!، مُمتحن.. أي أن الله يمتحنك بهذه الأموال، قال تعالى:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} النور-آية:33، {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الحديد- آية:7.
فالأموال هذه ليست أموالك.. أعطاك الله إياها كامتحان، قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا(7)وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (Cool} الكهف.

فأموالك وكل أملاكك التي لديك.. الله مُبتليك بها، فإذا علم الإنسان أنه ليس مالك.. وأن هذا ملك الله، فيكون خاضع للملك، ولكن عندما يرى نفسه مالك فإنه يطغى. فمثلاً تجد الرجل الذي يحمل صناديق هدايا على يده.. فإنه يمشي رافعًا رأسه - هذا هو الطغيان- لأن يديه مليئة بالهدايا، أما الذي لا يحمل شيء فتجده يمشي منحني الرأس ينظر إلى الأرض.... أفهمتني؟!

إذن.. الذي يرى نفسه مالكًا يطغى، وفي الحقيقة هو لا يملك، لذلك "ليس الغنى عن كثرة العرض".. فكثرة العرض فقر. فالذي يملك بيت هنا وبيت هناك، وفيلا هنا وفيلا هناك، وسيارة هنا وسيارة هناك، يملك كل هذا ومازال يشتهي هذا ويشتهي هذا.. فهذا هو الفقر.. فقر النفس. فليس الغنى عن كثرة العرض.. أي كثرة أنواع المملوكات، إنما الغنى غنى النفس، أن يكون الإنسان من داخله غني.. غني بالله سبحانه وتعالى.

غنى النفس

يقول ابن القيم: "ومتى استغنت النفس استغنى القلب، ولكن الشيخ - أبو إسماعيل الهروي- قسَّم الغنى إلى هذه الدرجات بحسب متعلقه، فقال: (غنى القلب: سلامته من السبب ومسالمته للحكم وخلاصه من الخصومة)، ومعلوم أن هذا شرط في الغنى، لا أنه نفس الغنى، بل وجود المنازعة والمخاصم وعدم المسالمة مانع من الغنى، فهذه السلامة والمسالمة دليل على غنى القلب لا أن غناه بها وإنما غنى القلب بالدرجة الثالثة فقط كما سيأتي إن شاء الله. فإن الغني.. إنما يصير غنيًا بحصول ما يسد فاقته ويدفع حاجته، وفي القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا الله "!

في القلب فاقة مهما كان الإنسان غنيًا، مهما كان الإنسان مالكًا، مهما كان الانسان قويًا، فهو فقير في القلب فاقة، في القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة، وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغني الحميد، الذي إذا حصل للعبد حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء.

يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله في كتاب (المدهش): "يا ابن آدم.. أنا بُدك اللازم فالزم بُدك.. فإنك إن وجدتني وجدت كل شيء.. وإن فتُك فاتك كل شيء". هذه هي، فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغني به سبحانه وتعالى هو الغني في الحقيقة ولا غنى بغيره البته، فمن لم يستغني به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات، ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح.

إلى الباحثين عن السعادة... هلموا إلى الله..!

كل من استغنى بغير الله فقير، المتغطي بالدنيا عريان.. لن تغنيك الأموال ولا الناس ولا المناصب و لا أي شيء في الدنيا.. لا شيء يغنيك؛ فالغني بالله هو الغني على الحقيقة، وكل من استغنى بغير الله فهو فقير على الحقيقة.

فاستغنِ بالله واستشعر الغنى بالله تعش سعيدًا.. تعش سعيدًا.. فمن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح، من استغنى به سبحانه وتعالى زالت عنه كل حسره وحضره كل سرور وفرح.

فإن كنت تريد أن تفرح..؟ وتريد أن تسعد.. وتريد أن تعيش مرتاح؟

استغنِ بالله!!

وقتها يحصل لك غنى القلب.

إخوتي.. أحبكم في الله.. وأستودعكم الله ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله
الشيخ محمد حسين يعقوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غذاء الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غذاء الروح
» غذاء الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابو اسامه السلفى :: السنه النبويه الشريفة-
انتقل الى: