قالت فاطمة رضي الله عنها
لأسماء بنت عميسرضي الله عنها : إني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها.قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟
فَدَعَتْ بجرائد رطبة ، فَحَنَتْها ، ثم طرحت عليها ثوباً .
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، إذا متّ فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن أحد عليّ . قال ابن عبد البر : هي أول من غُطي نعشها في الإسلام
على تلك الصفة .
أولادها رضي الله عنها : تقدّم ما لها من أبناء في ترجمة عليّ رضي الله عنه .
وكان لها من البنات :أم كلثوم زوجة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وزينب زوجة
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما .فكيف يجتمع حب آل البيت وبغض أصهارهم ؟!فعمر رضي الله عنه زوج أم كلثوم بنت عليّ رضي الله عنه وعنها .وإذا ضاقت عليهم المذاهب أنكروا زواج
عمر رضي الله عنه من أم كلثوم !فاطمة رضي الله عنها وميراث أبيها : قال الإمام الذهبي رحمه الله : ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ،
وجاءت تطلب ذلك
من أبي بكر الصديق ،
فحدّثها أنه سمع من النبي يقول :
لا نورث ما تركنا صدقة ، فَوَجَدَتْ عليه ، ثم تعللت . انتهى كلامه رحمه الله .
وحدّث الشعبي قال : لما مرضت
فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن ،
فقال عليٌّ : يا
فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم . فأذِنَتْ له ، فدخل عليها يترضّاها ،وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت .قال : ثم ترضّاها حتى رضيت .رواه البيهقي في الكبرى وفي الاعتقاد .
شُبهات وجوابها :صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل
فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ،
اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
وهذه منقبة لهم ، ولا يُفهم منه انحصار آل البيت
في هؤلاء كما تفهمه الرافضة .
وفي
قول النبي صلى الله عليه وسلم : ف
اطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
تقول الرافضة :إن
أبا بكر أغضب
فاطمة رضي الله عنها ، فهو داخل في هذا الحديث .
وليس الأمر كما زعموا ،
فإن
أبا بكر رضي الله عنه عمِل بوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
كما سيأتي ، وعمِل بما اتفق عليه الخلفاء من بعده
ووافقوه عليه بما في ذلك
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فهل يُقال : إن علياً رضي الله عنه أغضب فاطمة بهذا ؟وتقدّم سبب ورود الحديث في سيرة أبي الحسن
رضي الله عنه وأرضاه .
روى الإمام البخاري في صحيحه أن
فاطمة رضي الله عنها أرسلت
إلى أبي بكر تسأله ميراثها من
النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله
صلى
الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه
وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر .
فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث .
ما تركنا فهو صدقة . إنما يأكل
آل محمد من هذا المال .
يعني مال الله .ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغيرشيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،
فتشهد
عليّ رضي الله عنه ،
ثم قال : إنا قد
عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ، وذَكَرَ قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحقهم ،
فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .
فأين هذا من زعم الظلم لبنت رسولالله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟وروى الإمام مسلم في صحيحه
أن
عمر رضي الله عنه كان في مجلسه فاستأذن
عليه عباس وعلي رضي الله عنهما ، فأذن لهما
فقال عباس :
يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا ، فقال القوم : أجل يا أمير المؤمنين ، فاقض بينهم وأرِحهم .فقال عمر : اتئدا .
أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء
والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا نورث ما تركنا صدقة ؟
قالوا : نعم .
ثم أقبل على العباس وعلي فقال :
أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض
أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا نورث ما تركناه صدقة ؟