ابو اسامه السلفى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا ومرحبا بكم في منتدى ابواسامه السلفي
يسعدنا ويشرفنا تواجدكم وتسجيلكم معا
ونسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
ابو اسامه السلفى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا ومرحبا بكم في منتدى ابواسامه السلفي
يسعدنا ويشرفنا تواجدكم وتسجيلكم معا
ونسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
ابو اسامه السلفى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابو اسامه السلفى



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل عام وانتم بخير........ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

 

 غذاء الروح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالملك




غذاء الروح 8vuutv
غذاء الروح 3210
عدد المساهمات : 411
نقاط : 26728
تاريخ التسجيل : 25/03/2010

غذاء الروح Empty
مُساهمةموضوع: غذاء الروح   غذاء الروح Icon_minitimeالإثنين 29 مارس 2010, 6:51 am

غذاء الروح - 2










الغنى العـــالي
.. الغنى بالله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران- آية:102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء- آية:1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} الأحزاب-آية: (70،71).

أما بعد،

فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار. ثم أما بعد،

فأخوتي في الله ،،،

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله. (أسأل الله جل جلاله أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله،
اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)

أحبتي في الله ،،،

كيف حالكم مع الله؟ إنني أريد أن أسألكم:

ماذا أثر فيكم الصيام والقيام والسحر والقرآن والسحر والسحور والجوع والدعاء والبكاء؟
كيف حال قلوبكم؟
هل تغيرت القلوب؟
هل اقتربت من الله أكثر؟
هل عاشت القلوب وانتعشت؟

فإن القلوب مثل الأرض، والوحي مثل المطر، فالقرآن.. كلام الله، والأرض كما وصف ربنا سبحانه وتعالى وقال: {.. وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} الحج- آية: 5.
كذا شبه رسول الها صلى الله عليه وسلم هذا الامر هكذا أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فأصاب منها طائفة نقية قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير.." صحيح – الجامع الصحيح، فشبَّه القلب بالأرض، وشبَّه الوحي (كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم) بالمطر{.. فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }الحج- آية: 5، هذه القلوب ينبغي أن تحيا وأن تنتعش.

ما تأثير الصيام في حياتك؟ ما تأثير القيام في قلبك؟
ما تأثير تلاوة القرآن عليك؟.. ماذا عمل القرآن الذي تسمعه كل ليلة؟
أو الذي تقرأه كل يوم.. وقت السحر حين تقوم تأكل طعام السحور وتناجي ربك وتصلي ركعتين، هذا الوقت الذي كان شاقًا عليك في غير رمضان.. كيف أثر فيك؟

أخوتي ،،،

تعالوا إلى غذاء الروح.. فالوقت ضيق والحلقات قليلة، وغذاء الروح يحتاج إلى بسط، فأردت أن أنتقي مسألة واحدة من أغذية الروح النافعة، نعالجها هذه المعالجة السريعة، وينبغي على الداعية وعلى الواعظ أن يواكب وقته، وأن يعالج مشاكل بني جنسه، ونحن نعيش في هذه الأيام في زمن صعب، حقيقة.. نعيش في زمن صعب.. صار أكل الحلال فيه صعبًا، وصار اللهثُ وراء لقمة العيش شاقًا، ومع شديد الأسف.. مع المادية الحديثة.. عَبَدَ الناس المادة.. المال.. المال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" صحيح – صحيح الترمذي.
"فتنة أمتي المال".. هذه الفتنة الشديدة نتيجة إحساس الناس.. إحساس الإنسان بالحاجة إلى المال، فأردت أن أعالج هذا المرض، هذا العرض بقضية الغنى بالله.. الغنى بالله، الغنى بالله هذا اسمه (الغنى العـالي.(. لأن الغني بالله.. مقامه عالي جدًا، الغني بالله لا يشعر بحاجته إلى...... ، بل الغني بالله غني عن كل ما سوى الله.

يا ترى لو أن قلبًا استشعر الغنى بالله، لو أن روحًا أحست الغنى بالله:
- تكون روح شبعانة.. تكون عينه مليئة..
- يكون غني.. غني حتى لو يكن يملك مال.
- يكون غني.. حتى لو كان مريض..
- يكون غني.. حتى لو لا يجد ما يأكله..
- يكون غني.. حتى لو كان مظلوم وسجين ومقهور ومطرود.. ولكنه غني بالله.

فما رأيك في هذه الوجبة الدسمة.. بهذه الوليمة الضخمة؟
والتي وصفها شيخ الإسلام بن تيمية عندما قال وبمنتهى البساطة عندما حبسوه في قلعة دمشق، دخل سجن القلعة وأغلقوا الباب، فعندما أغلقوا الباب بقوة.. باب القلعة.. انظر لكبر باب القلعة كم يكون؟، فسجنوه وأغلقوا عليه الباب، عندما أغلقوا الباب، ابتسم ونظر للسماء وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الحديد- آية :13، سبحان الله..!
انظر ألهمه الله هذه الآية، فشعر أنه عندما دخل وأغلقوا الباب، أنه في داخله الرحمة، وخارج هذا السور العذاب، ثم قال: "ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة، والله لو بذلت ملئ هذه القلعة ذهبًا ما جازيتهم على ما قدموا لي من خير".. يــــــــــاااااه!

(يا رب يا الله، الله، يا الله، اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك.. ماض فيَّ حكمك.. عدل فيَّ قضاؤك.. أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همنا وغمنا وحزننا.. آمين آمين يا رب العالمين)

أي غنى هذا الذي كان يحياه ابن تيمية عليه رحمات الله وبركاته؟!!..
أي غنى هذا الذي كان يعيشه؟

بحيث أنه لما سجن وحيدًا فريدًا.. ليس معه أحد، سجن وفي قلعة ضخمة ولوحده، يقول: "والله لو أعطيتهم مال يملأ القلعة هذه ذهب، لم أعطهم شكر النعمة التي أعطوها لي، ما جازيتهم على ما قدموا لي من خير" !!!!!

ما هو الخير الذي قدموه لك يا ابن تيمية عندما سجنوك؟
هذا هو.. الغنى بالله.. غني بربنا.. لا يحتاج ناس.. ولا يحتاج شهرة.. ولا يحتاج أكل وشرب.. ولا يحتاج أحد يخدمه، ولا يحتاج أحد يمدحه ويثني عليه، ولا أحد يسليه ولا أحد يشاغله ولا أحد يفرحه.

تعالوا نتعلم:
كيف نكون أغنياء بالله؟

ابن القيم له كتاب جميل ممتع اسمه (طريق الهجرتين وباب السعادتين)، في بداية الكتاب تكلم ابن القيم عن منزلة الفقر، ونقل كلام شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي في منزلة الفقر من كتابه (منازل السائرين) وقام بشرحها، فقال: "الفقر هو البراءة من رؤية المَلكة..."، و لن نتكلم عن الفقر.. (اللهم إنا نعوذ من الفقر إلا إليك، اللهم إنا نعوذ بك من الغنى إلا بك، اللهم إنا نعوذ بك من الذل إلا لك)، نريد أن نتكلم عن الغنى..

ابن القيم عليه رحمة الله في كتاب "طريق الهجرتين وباب السعادتين" (الهجرتين: هجرة إلى الله وهجرة إلى رسوله، والسعادتين: سعادة الدنيا وسعادة الآخرة) يقول: "ولمَّا كان الفقر إلى الله سبحانه وتعالى هو عين الغنى به، فأفقر الناس إلى الله أغناهم به، وأذلهم له أعزهم به، وأضعفهم بين يديه أقواهم، وأجهلهم عند نفسه أعلمهم بالله، وأمقتهم لنفسه أقربهم إلى مرضاة الله، لذا كان ذكر الغنى بالله مع الفقر إليه متلازمين متناسبين فنذكر فصلاً نافعًا في الغنى العالي".

الكلام الذي سبق واضح أم أترجم؟
طبعا واضح، كلام جميل جدًا، واضح مثل الشمس، ولكن أنا أريد أن أعيد عليك هذه الجملة ثانية:





أفقر الناس إلى الله.. أغناهم به.
وأذلهم له.. أعزهم به.
وأضعفهم بين يديهم.. أقواهم.
وأجهلهم عند نفسه.. أعلمهم بالله.
وأمقتهم لنفسه.. أقربهم إلى مرضاة الله.
لذلك:
إن كنت تريد أن تكون غنيًا بالله.. فكن فقيرًا لله

(اللهم اجعلنا أفقر خلقك إليك، واجعلنا اللهم أغنى خلقك بك، اللهم اجعلنا أذل خلقك لك، واجعلنا اللهم أعز خلقك بك)

هذه هي، كلما ازددت ذلاً لله.. كلما ازددت عزًا بالله، كلما ازددت فقرًا إلى الله.. كلما ازددت غنى بالله، وهكذا. يقول ابن القيم: "واعلم أن الغنى على الحقيقة لا يكون إلا لله، الغني بذاته عن كل ما سواه، وكل ما سواه فموسوم بسمة الفقر، كما هو موسوم بسمة الخلق والصُنع، فكما أن كونه مخلوقًا أمر ذاتي له، فكونه فقيرًا أمر ذاتي له".

- قد تقول: ماذا يعني؟
- فأقول: هل أنت مخلوق أم خالق؟
- تقول: مخلوق.
- أقول: فكونك مخلوق فهذا أمر ذاتي أنت مخلوق، فكذلك أنت فقير.
- قد تقول : لا.. أنا غني ولله الحمد، عندي أموال والحمد لله، ولا أحتاج أحد.
- وأسألك: هل الغنى بالأموال يا بني؟
فقير يعني محتاج، ألا تحتاج للهواء الذي تتنفسه؟؟ وهذا الهواء لا يُشترى، وتحتاج للرئتين التي في داخلك، وتحتاج للمعدة.. تحتاج للطعام والشراب.. تحتاج تنام.. تحتاج أحد يخدمك .. تحتاج .. لذا فأنت فقير.

فكون الإنسان فقير هذا أمر ذاتي.. في أصل ذاته، فقير لأنه بأصله مخلوق، فغنى العبد أمر نسبي إضافي عارض له، فإنه انما استغنى بأمر خارج عن ذاته فهو غني به فقير إليه، فأنت غني بالمال وفقير إليها لأنك تحتاج لها، فالذي أنت غني به فقير إليه، لهذا قال الله تعالى:{إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7)} العلق.

فالإنسان يرى أنه مستغني، ولكن الحقيقة أنه فقير محتاج، فكل ما تستغني به.. أنت فقير إليه. فإنه إنما استغنى بأمر خارج عن ذاته، فهو غني به فقير إليه، ولا يوصف بالغنى المطلق إلا من غناه من لوازم ذاته، وليس ذلك إلا لله، فهو الغني بذاته {قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ} يونس- آية:68، هو الغني لا يحتاج إلى زوجة ولا ولد { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } البقرة –آية: 255، وهو يُطعِم ولا يُطعَم، غني، اللـــــــه! الله هو الغني بذاته هو الأحد الصمد وهو الغني الحميد.

أما بالنسبة للبشر، فالعبد هو الفقير بذاته، إنما الغنى أمر عارض له.. إضافي.. نسبي.. عَرَض عليه، وكل ما استغنى به العبد فهو فقير إليه.



غنى العبد قسمان:
1- غنى سافل.
2- غنى عالي.

الغنى السافل:
وهو الغنى بالعواري المستردة {.. حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}آل عمران- آية:14.

فهذا أضعف الغنى، فهو غنى بظل زائل، وعارية ترجع عن قريب إلى أربابها. فمثلاً لو أن شخص يمتلك مائة مليار.. مائة ألف مليون جنيه.. أو مائة ألف مليون دولار.. أو مائة ألف مليون يورو.. أو مائة ألف مليون استرليني.. أو مائة ألف مليون.. ألف مليون مليون عملة ما - أيًا كانت- ، فهذه الأموال كلها، لو اشتعل بها حريق، فتضيع وتفقد قيمتها، أو حدث زلزال مثلاً أو إعصار فأخذ كل أملاك الغني بالمال.. يفتقر.. فهي عارية... ظل زائل، فإذا الفقر بأجمعه بعد ذهابها، وكأن الغنى بها كان حلمًا فانقضى، ولا همة أضعف من همة من رضي بهذا الغنى، الذي هو ظل زائل.

فلو أن شخص غني بمنصب.. بأي منصب، فهو غني بمنصبه هذا.. متسلط به، فإذا أقيل من منصبه صار ذليلاً كما قال ابن القيم: "أن الذي يستغني بشيء غير الله، إذا سُلب منه ما يستغني به صار أذل شيء"، فتجد الغني بالمال.. يوم أن تذهب أمواله، تراه بمنتهى الذل!، فمن كان غني بمنصب، يوم أن يُعزل من المنصب.. ترى الذل في وجهه وعينيه، أما الغني بالله لا يُذل أبدًا.

الغنى العالي:
يُذكر أنه كان هناك عالم من العلماء جالس في الجامع الأزهر ودخل أمير أو خديوي، فجرى الناس جميعًا نحوه وكان معه صُرر مال، يعطي هذا ويعطي هذا، والكل يجري عليه، ويقبل يديه، ويميل له ويخفض له، والعالم هذا يجلس ممدد رجليه..!
- قالوا له: استقم فسيمر الأمير من هنا !
- قال لهم: وما المشكلة! فليمر! هذا بيت ربنا.
- فقال لهم الأمير: طيب.. اتركوه.. اتركوه، وأخذ صرة من المال وذهب عنده ومد له الصرة باستعلاء وكبر.. وقال له: "خذ".
- فقال له كلمة جميلة جدًا: إن الذي يمد رجليه لا يمد يده.

هذا هو الشاهد: فالغني بالله لا يمد يده ولا يمد عينه، فلا ينظر مثلاً للسيارة ويشتهيها.. فهو غني، عينه مليئة شبعان، ولا يمد عينه لامرأة أبدًا أبدًا، فهي لا تعني له شيئًا، ولا يعنيه المال ولا الدنيا بأجمعها لأنه غني بالله..، لذلك هو في وادٍ والناس في وادٍ آخر.. فالغني بالله مختلف عن غيره.. فهو يعيش مع الله.. في الآخرة.

كان رجل مع المأمون في المسجد الحرام فقال له المأمون: ألك حاجة أقضيها لك؟
- قال له: من حاجات الدنيا؟
- قال له: إني استحي أن أكون في بيته وأسأل غيره.
- فلما خرجوا من المسجد قال له المأمون: قد خرجنا من المسجد فسلني .
- قال: سبحان الله..! أسألك حاجة من حاجات الآخرة أم من حاجات الدنيا؟
- قال: بل من الدنيا، فالآخرة عند الله.
- قال: إذا كنت لم أسألها مَن يملكها (وهو اللــــه) فكيف أسألها من لا يملكها!!

فهو هذا الغنى لعالي، أما الغنى بالمال والغنى بالنساء والغنى بالمناصب، والغنى بالشهرة والناس والغنى بالأملاك والغنى بالأولاد، هذا غنى أرباب الدنيا، الذي فيه يتنافسون وإياه يطلبون وحوله يحومون، ولا أحبَّ إلى الشيطان وأبعد من الرحمن من قلب ملآن بحب هذا الغنى والخوف من فقده.

قال بعض السلف:
"إذا اجتمع إبليس وجنوده لم يفرحوا بشيء كفرحهم بثلاثة أشياء:
1- مؤمن قتل مؤمنًا.
2- ورجل يموت على الكفر
3- وقلب فيه خوف الفقر".

هذا الغنى بالدنيا محفوف بفقرين: فقر قبله، وفقر بعده، وهو كـالـغفرة بينهما، فحقيق لمن نصح نفسه ألا يغتر بالغنى العارِّي، العارية يعني العواري ولا يجعله نهاية مطلبه، بل إذا حصل له هذا الغنى بالدنيا جعله سببًا لغناه الأكبر ووسيلة إليه، يجعله خادمًا من خدمه لا مخدومًا له وتكون نفسه أعز عليه أن يُعَبِدها لغير لمولاه الحق، أو يجعلها خادمة لغيره.

أحبكم في الله ،،، وأستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ محمد حسين يعقوب
الموقع الرسمى للشيخ يعقوب
موقع الربانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب محى

ايهاب محى


غذاء الروح 8vuutv

غذاء الروح 6d1a4910
العمل/الترفيه : لا اله الا الله محمد رسول الله
عدد المساهمات : 91
نقاط : 26147
تاريخ التسجيل : 23/03/2010
العمر : 50
الموقع : https://sabahe.ahladalil.com/
المزاج : الحمد لله رب العالمين

غذاء الروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: غذاء الروح   غذاء الروح Icon_minitimeالإثنين 29 مارس 2010, 10:13 am

غذاء الروح Ashefaa-2bffad0400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sabahe.ahladalil.com/
 
غذاء الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غذاء الروح
» غذاء الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابو اسامه السلفى :: السنه النبويه الشريفة-
انتقل الى: